header

النقيب جمال السعيدي سيد عدسة الحروب في رويترز: تصوير الطبيعة أنقذني من الإنهيار

حاوره رئيس التحرير أدونيس الخطيب

 

حين تقف 40 سنة خلف عدسة تشاهد الموت والدمار، يموت معك الكثير من الحواس، وتصبح مهشمًا من الداخل، وقد تقضي نحبك واأت حيّ إذا لم تسارع الى إنقاذ نفسك بما تبقى من إرادة حياة وتمرد على الواقع..
النقيب السابق لنقابة المصوّرين الصحافيين في لبنان جمال السعيدي – سيد عدسة الحروب وعين وكالة رويترز الأبرز في لبنان والشرق الأوسط – رجل من طينة الرجال الذين لم يسمحوا للظروف ان تسحقهم، رغم الإصابات الجسدية والنفسية والخطف على يد ميليشات مسلّحة. فقد حوّل بنبض الحياة في روحه وجهة عدسته إلى الطبيعة لينظّفها من آثار الدماء وغبار الدمار بجمال الطيور والحيوانات والأزهار..

قال في اللقاء..

– كدت أصل إلى حافة الانهيار، لولا لجوئي إلى حضن الطبيعة، التي كانت هي طوق النجاة وطريق الشفاء.
– الفرق كبير عند تصوير موضوع محدد وخاصة في الحروب، بينما في حالة التصوير الحر فهو للابتكار والمتعة وهو مفتوح على خيارات عديدة غالبًا تكون غير مخطط لها.
-لو أُتيح لي الخيار لم أكن لأختار الحرب، فالحرب فُرِضَت علينا. بالطبع كُنت أُفضل مواضيع لها صلة بالرياضة والحياة البريّة بما تختزن من تجدد في الفصول وتنوع بيئي، وللإضاءة على الطيور وأهمية وجودها.
– المصور الصحافي هو أولاً وأخيرًا النبض الحيّ للناس في الشارع، فالصورة هي مُحرّك فاعل ورسالة وقد تكون بمثابة مقال، لذلك أدعو إلى الصدق والشفافية فهما صفتان تميز المصور عن غيره من المصورين.
– في صباح باكر أثناء تصويري لطيور الباشق التي كنت أترصدها لوقت طويل في منطقة البقاع الغربي وإذ بمجموعة من الصيادين بداؤا بإطلاق النارعلى الطيور مما أجبرني إلى التراجع وترك المنطقة.
– آثناء عملي في وكالة رويترز كنت من وقت إلى آخر أُحبّ أن أُضيء على البيئة في لبنان من زاوية الحياة البرية الجميلة، خاصة للطيور خلال موسم الهجرة، كما كانت تؤلمني التعديات على البيئة والتدمير الممنهج لها خاصة في موضوع تلوث المياه والكسّارات.
– أولادي الثلاثة وزوجتي يحبون التصوير ويتأثرون بما أُصوّره ويتابعونني وخاصة ابني البكر أيمن.
– من أجمل ما أُحب تصويره هو عالم الحصان، فالحصان مخلوق جميل وجذاب وذكي وقد صورت الكثير منه في لبنان.
– أصوّر من وقت إلى آخر الحشرات البريّة وأُركّز أكثر على النحل والزهور البرية خاصة. وأكثر ما أُحب تصويره براعم الأشجار المثمرة في فصل الربيع.
– أكثر حادثة أتذكرها سبَّبت ليَ الخوف، عندما كنت أُصوّر داخل محمية عميق، وجدت بالصدفة مجموعة من الأفاعي كانت تلتف على بعضها البعض، فصورتها من مسافة بعيدة وهربت.
– أستعمل عدسات طويلة المدى 600 ملم وزووم 100- 400 ملم. وطبعًا هذا أمر شاق ومتعب ولكن في آخر النهار أستعرض ما كنت قد صورت وأشعر بالفرح ويذهب التعب.
– الطيور من أجمل المخلوقات البرية ووجودها عنصر مهم للتنوع البيئي، ونحن بحاجة لوجودها للقضاء على حشرات كثيرة تضر بالزراعة، لذلك فإن صيدها الجائر هو جريمة بحق التوازن البيئي.
– من هواياتي الأخرى ركوب الدراجة الهوائية والمشي في الطبيعة.
– كنت أحب أن أكون عازفًا على آلة الكلارينات.
– أتمنى الحزم في تطبيق القوانين التي تمنع التعديات على البيئة خاصة منابع الأنهار وجرائم: المرامل، الكسّارات وكذلك الصيد الجائر للطيور وللأسماك.

مقالات ذات صله