header

الاعلامي الصياد جورج قرداحي : أنا من سلالة صيادين ..تعلمت الصيد بـ ” النقّيفة”.. ويجب تعديل رخص الصيد للذين يحملون رخصاً أجنبية ..

جورج قرداحي 1

ليس سهلا أن تكون رمزاً في الصيد.. فذلك الى جانب المهارة وعشق الطبيعة، يحتاج الى عمق في المعرفة وشبع في النفس وأخلاق عالية الجودة في التعاطي، والقدرة الفائقة على خفض سلاحك أمام طائر جميل لا يسد شبعة بطن، والتحلي بمزاج طيب لا يعكرّه غضب منافسة او استفزاز، وأن تكون كتلة احساس بنكهة احترام يفرض حضوره امام كل كائن حي..
الاعلامي الصياد جورج قرداحي .. هذا الرجل الأنيق فكراً وممارسة في التعاطي مع الطبيعة، يختصر في شخصه تلك الصفات التي تنم عن رقيّ ووعي وإدراك، قلّ نظيره في زمن زاد فيه منسوب التوحش ضد الطبيعة والانسان وكل الكائنات الحيّة.

التقته ” صيد ” وأجرت هذا الحوار
حوار ادونيس الخطيب

جورج قدراحي 3

هل كانت بدايتك في الصيد ككل الأولاد ببندقية ” الخردقة ” ؟

لا .. بدايتي كانت مع ” النقّيفة ” قبل ” الخردقة “، وكنت حينذاك في التاسعة من عمري، وكنت أصنعها بشكل محترف من خشب سنديان ومطاط مناسب، وهي تحتاج الى مهارة كبيرة في التركيز لإصابة الطير.

 

المعروف انك صياد “حجل” وهذا الصيد يحتاج الى وقت ومهارة وصبر طويل وقدرة كبيرة على المشي في المناطق الوعرة.. كم رحلة تقوم بها سنويا لصيد الحجل؟

في الحقيقة لم أعد أرفع بندقيتي نحو ” الحجل” لأن عدده قلّ كثيرا.. ولكني ما زلت أذهب في رحلات وأستمتع بمنظر طيرانه المذهل أمامي حين ” يطيّره ” كلبي. فأنا من هواة الصيد بالكلاب ولهذا أمارس صيد ” دجاج الارض” و ” الفري”، ولا أحب أن أكمن للطريدة او أقنصها ” عالغاطط “. فقد تعلمت من أبي ان الصياد الحقيقي هو من يعطي فرصة نجاة لطريدته.

بالتطرق الى ” الصياد الحقيقي ” كيف تنظر الى ممارسات الصيد الجائر في لبنان وخصوصا التباهي بصور مجازر قتل الطيور ؟

انه منظر مقزز جداً، وهذه أفعال ساذجة لا علاقة لها بأخلاقيات الصيد .. ولكن قد يكون الكثير من الذين يمارسون هذا الصيد ويلتقطون تلك الصور أناساً طيبين ولكن لعدم معرفتهم بالصيد الحقيقي يقومون بتلك الافعال المعيبة. لذلك أتمنى عليهم التعرّف على الصيد وتجنب القيام بأفعال مماثلة، فالصيد جمال وحكمة ومثالية ونبل وليس مسابقة استعراض وتفاخر.

جورج قرداحي 5
قال في اللقاء:

  • أنا من سلالة صيادين، من والد جدي ثم جدي وأبي وانا. ولكن إبني لم يحب الصيد..

  • أحب المرأة الرياضية الصيادة .. وفي فرنسا نصف الصيادين من السيدات.

  • لدي ” إجازة ” صيد من فرنسا، وقد حصلت عليها بعد جهد كبير، إذ رسبت في المرة الأولى حين تقدمت للحصول عليها، فأضطررت للإنتظار والدرس سنة كاملة في كتب الصيد الثلاث لحين موعد هذا الامتحان السنوي، الذي لا يمكن النجاح به الا بالاجابة الصحيحة على 20 سؤال من أصل 25.

  • رخصة صيدي الفرنسية تعني لي الكثير.. بسببها زدات ثقافتي من خلال الإطلاع على مناهج الصيد بتفاصيلها. وبسببها أكتشف انني كنت بدائياً في مفاهيم الصيد بعد ان كنت أظن نفسي من كبار الصيادين..

  • الكثيرون في بلدنا يمارسون الصيد ولكنهم ليسوا بصيادين، فهم يقتلون السنونو والهدهد والصفراية ولا يفهمون ماذا يعني ” طائر مفيد للطبيعة ” او ” طائر نادر وقليل الوجود او مهدد بالانقراض” وهذا معيب جدا، لذلك هناك ضرورة قصوى لتثقيفهم.

  • رحلة الصيد بنظري هي تواصل مع الطبيعة يليها قنص الطرائد، وعالم الصيد لا حدود للمعرفة به. والصياد يجب أن يتحلى بكبر ونبل وأعصاب باردة، ولا يسابق غيره في قنص الطريدة ويشكل خطراً على الناس .

  • اذا لم أصب طريدتي لا أنفعل، ولا أرفع سلاحي على طريدة قبل الشخص الذي برفقتي.

  • أختار أصدقائي بعناية لرحلة الصيد وأخي نجيب هو رفيقي الدائم منذ صغرنا.

  • هناك صيادون يسيئون الى الصيد وروحه عندما يتوقفون قرب سيارتهم ويمارسون القنص . وكل عصفور ” بياكل مية ضرب”.

  • إختبرت الصيد في فرنسا ومصر وسوريا خصوصا في منطقة نهر الفرات التي عشقت طبيعتها وناسها لأنهم يتميّزون بالأصالة والكرم.

  • تنظيم الصيد هو دليل على عافية وحضارة ورقي المجتمع، ولكن في بلدنا نسمع كثيراً عن حملات التنظيم ولكن حتى الآن لم نر شيئا فعالاً على الأرض.

  • ثقافة الصيد هي ثقافة الطبيعة ونحن لم نرقَ بعد الى مستوى الدول المتحضرة في تنظيم الصيد.

  • رخصة الصيد هي كشهادة السوق.. ولهذا أرى انه يجب تعديلها في لبنان للذين يحملون رخصاً أجنبية عوضاً عن إجراء امتحانات لهم مرة أخرى، خصوصا وان الحصول عليها في الخارج يحتاج الى دراسة وجهد كبيرين.

  • من المؤسف ان بعض من يسمّون أنفسهم ” صيادين” يوسخون الطبيعة من خلال رمي الخرطوش ويذهبون الى اراض خاصة للناس ويقنصون كل انواع الطيور التي يرونها أمامهم. ولكن اعتقد ان التنظيم سيحد من تلك الممارسات المُسيئة.

  • لا شك ان هناك اموراً كثيرة، البحث فيها أجدى من تنظيم الصيد لأنها تهمّ صحة ومستقبل كل الناس.

  • لا يسمح بفرنسا بصيد اي طائر أصغر من حجم ” الفري” واذا حصل تدفع غرامة. وهناك يُعتبر الصياد من أكبر حماة البيئة.

  • الصيد والطبيعة لهما الأثر الايجابي الأكبر على ثقافتي العامة.

  • صخور ضيعتي فيترون تشبه الهياكل.. وكنا نشعر بقشعريرة ونحن نلهو بينها وكأن هناك مَن ينظر اليك من خلفها .

  • لدي عدة بنادق ولكني لا اقنص الا بواحدة ” اوتوماتيك ” خفيفة الوزن و ” شلحتها ” تناسبني ” .

  • أحيانا وبالرغم من مهارته يرتكب كلب الصيد الأخطاء، فهو كائن له روح وقدرة ومزاج ، فأغضب وأتسامح معه بعد ثوان قليلة.

  • حين كنا صغارا كنا نسمع اصوات السنونو ونراها تطل علينا من القرميد ولكن اليوم لم يعد هذا متاحا بسبب قتل هذا الطائر بشكل جائر دون رحمة وهو الذي ينقّي لنا الطبيعة من ” البرغش ” .

  • شاركت برحلات الصيد بالصقر مع بعض الاصدقاء ولكن هذا النوع من الصيد لا يمكن ممارسته في لبنان فهو يحتاج الى سهول كبيرة ومناطق شبه صحراوية.

  • الصقر ليس ككلب الصيد لا يعود اذا ناديته، انما عليك مطاردته في السيارة لتصل اليه بسرعة في حال انقض على فريسته.

  • سعيد جدا انني صياد ولا يوجد هواية أخرى تتفوق على هذه الهواية عندي، رغم انني مارست الكثير من الرياضات ككرة السلة والكرة الطائرة والجري وغيرهم

  • أهنىء مجلة “صيد” و “مركز الشرق الأوسط للصيد المستدام” على الجهود التي يبذلانها، ونحن معكم وأدعو كل صياد شريف الى وضع يده في يدكم للوصول الى صيد مستدام حقيقي لا يسبب اي ضرر للطبيعة.

جورج قدراحي 6

جورج قرداحي 4جورج 7جورج قرداحي 2جورج قرداحي 8

مقالات ذات صله